Labels

Tuesday, December 29, 2009

حاسـب نفسـك مع حلـول العـام الجـديـد - كيف أبدأ عاماً جديداً

كيف أبدأ عاماً جديداً
( بقلم القمص يوسف أسعد )
نشكر الرب الذي أدخلنا إلى عام جديد من الزمن يحسن أن نبدأه ونحن نتذكر صورة الشاب سليمان ذو الثماني عشرة سنة وهو يختار
الملك ، ويواجه بتركة مثقلة بالدم من أبيه البار داود ، الذي ظل حيا حتى رأى ابنه سليمان وعلى رأسه تاج الملك ، فسجد للرب على سريره مقدما الشكر لأن عينيه قد رأت ابنه كوعد الله يجلس على كرسيه ، وأنتم تعلمون ماذا يصنع الملك أو السلطة بعقل وتصرف الشاب الذي لا ننكر جميعنا أن خبرته في الحياة وحتى في إدارة الأمور تحتاج إلى الكثير حتى يشق الطريق مفلحا
حياة يومية
إن هذا الحلم أو الرؤية الإلهية لسليمان تعطينا فكرة عن حياة هذا الشاب اليومية ، فلقد كان سليمان نائما ، وعند النوم تمر في أحلام الإنسان أصداء أحداثه اليومية - إننا هنا نتكلم عن حلم الليل لسليمان إنسانيا - بغض النظر عن الرؤية الإلهية ، فرؤيته لله يظهر له ليسأله ماذا يريد لنفسه !! تدلنا على نوعية حياة هذا الشاب . فإننا جميعا نعلم كم يحارب الشاب بأفكار وإغراءات وقوة غريزية كثيرا ما تجعل جسده فائرا حتى في أثناء النوم .. ولكن هذا الشاب وهو في بداية حياته كان مشغولا بإلهه طوال نهاره بالرغم من الأعباء والقضايا الملحة ، المتشعبة والكثيرة لشعب مرد صلب الرقبة .
فهما وتمييزا
وهنا يا أحبائي نجد العبد مع السيد ، نجد البئر مع النبع ، نجد الجندول مع النهر ، نجد الأصل والصورة معا ، أي الله في غناه يسأل سليمان ماذا تريد ؟ .. فطلب شيئا واحدا في بداية شبابه .. قلبا فهيما .. أي قلبا يسمع لصوت الله ويميز بين الخير والشر ، وهذا مناسبا لنا جميعا ونحن نبدأ العام الجديد أن ننشغل بطلب نعمة التمييز ، لأن الشر حاضر كما الخير أيضا ، ولي مطلق الحرية وكل الإرادة في الاختيار ، لهذا يتوقف اختياري دائما على بصيرتي التي تميز بين الخير والشر لتختار الخير وترفض الشر ، وأعتقد أن كل منا في بداية العام يحتاج لرفع مثل هذه الصلاة .. فنحن نحتاج مع كل بداية أن نطلب هذه النعمة مثل سليمان . فالسنة الوليدة أشبه بالشاب الحدث ، ونحن في كل الزمن أحداث مهما مر بنا من أحداث ، نحن في الزمن دائما تلاميذ مهما أخذنا من مقررات ، لذلك لابد أن نطلب دائما نعمة الفهم والتمييز .
لا تهتموا بشيء
إن طلبنا نعمة الفهم والتمييز فسنجد معلمنا بولس الرسول يشخص لنا فهما رسوليا لما ينبغي أن تنشغل به أفكارنا طوال العام بقوله " لا تهتموا بشيء " (في6:4) ، فآفة الحياة اليومية التي تترك ظلالا كئيبة على حياتنا كأفراد وأسر وجماعات هو الاهتمام الذي يوصلنا للهم والقلق ، وهذه كلها نتائجها معروفة ، أما الذي يميز أولا فلابد أن يعرف أن في كل الزمان له إله قال لا تهتموا بشيء .. لذلك تعاملوا مع الأحداث اليومية لا بالهم والقلق ، بل بالعمل .. فالعمل يلغي الهم ويعطي الفكر نظافة يومية .. فمثلا من يجلس مهموما لأجل العنكبوت الذي في بيته لا ينظفه ، ولكنه لو أحضر أدوات تنظيف وعمل بيديه سينظفه ، فالله يستطيع أن " يعطي المعيي قدرة ولعديم القوة يكثر شدة" (إش 29:40) ، إذا لا تهتموا بشيء .. فالذي يختار الخير مميزا إياه باستمرار يعرف أن آفة الحياة والزمن هي الاهتمام الرديء الذي يضعنا أمام عجزنا كبشر ، وكلما مر بنا الزمن سنجد تعقيد أكثر في الحياة اليومية .
بماذا نهتم ؟
أ‌- الصلاة :-
يقول ماربولس : "بل في كل شئ" .. أي في العمل ، في التربية ، في الدراسة ، في المعاملات ، في الخدمة .. في كل شئ نقوم به نؤديه "بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى الله" ، ونحن نعرف أن الصلاة هي المفتاح الذهبي الذي يُحدر لنا كنوز سمائية مهما يكن فقر البشرية ، ومهما تكن أعمال الإنسان ردية . لأجل هذا تلاحظون أن أول ما نهتم به في بداية العام أن نقف في حضرة الله لنصلي ، لكي لا يكون إحتفال رأس السنة احتفالا يمر ، بل ليؤصل فينا عادة يومية .. وهي أن نبدأ بالصلاة في كل يوم . وهذا ما أحب أن أؤكده في حياتكم ، فإذا أردتم أن يهبكم الله التمييز والفهم في بداية اليوم قفوا اعلموا طلباتكم لدى الله . وهنا يذكر الكتاب المقدس مع الصلاة أمرين ... الدعاء والشكر .
ب- الدعاء :-
فالدعاء هنا بحسب الكتاب المقدس لابد أن يكون للرب من قلب نقي ، "ذبيحة الأشرار مكرهة للرب وصلوة المستقيمين مرضاته " (أم 8:15) لهذا لا بد أن يكون مع الصلاة تنقية مستمرة للقلب قبل الوقوف أمام الله ، وقبل أن أدعوه .. لابد أن يكون هناك تنقية للفكر والمشاعر والاهتمامات ، فلا أطلب الأرضيات من السمائي والزمنيات من الباقي إلى الأبد ، فتنقية القلب تعني أن يكون اهتمامي الأول في الصلاة هو أبديتي ... فلو كنت تفكر في هذا العام في الزواج ، فاجعل اهتمامك الأول ليس في الاختيار وكيفيته ، إنما بأن تقف أمام الله بقلب نقي تطلب من أجل أبديتك .. قل له : يا رب أذكر أبديتي .. إنني أريد أن أذهب إلى السماء ، وأريد لي شريك في هذا العمر يعطيني تشجيعا في الصلاة ، في الصوم ... أريد يا سيدي شريكا يساعدني في أبديتي . إنك عندما تصلي بمثل هذه الطلبة في بداية شبابك أو بداية حياتك أو بداية يومك وتطلبها بنقاوة لا بشهوة ولا لأجل لذة تريد أن تكملها .. إنما عكازا لأبديتك يسندك ، ستجد أن طلبتك ستعلم لدى الله والله يقدم لك الشريك بطريقة تمجد اسمه ، فإن صليت لأجل مشكلة أو علاقات عائلية أو في العمل ممتلئة بألغاز كثيرة ، فاطلب لأجل أبديتك .. يا رب إنني لا أريد أن العمل أو الخدمة أو الأوضاع التي أعيش فيها تحرمني من أبديتي .. بل اجعل كل هذا يخدم أبديتي .. إننى أذكر شخصا قال لي أنه صلى لأجل أبديته وذهب لعمله ، ففي ذلك اليوم فصل من العمل ، ثم قال لي إن هذا الفصل هو سر كل البركة التي يحيا فيها الآن ، لأنه كان يعيش في العمل بانحراف كثير ، فلما فصل أدرك هذا الانحراف ، وابتدأ الرب معه يوجهه لطريقة ونوعية أخرى في العمل صحيحة وناجحة .. وكل هذا لأنه صلى لأجل أبديته ، فعندما نصلي لأجل أبديتنا من الممكن أن يقطع الله لنا علاقة شريرة أو معطلة أو يحيطنا بطريقة معينة تدفعنا للأمام ، وهذه كلها استجابة لصلاة من يطلب أبديته .
ج- مع الشكر :
إن الصلاة مع الدعاء لابد أن يكون معها دائما شكر ، فالإنسان الذي يصلي في كل شئ ويحافظ على قلبه نقيا ويشكر باستمرار ، سيصطحبه الله إلى راحة جديدة هي سلامه الذي يفوق كل عقل
.. وفي الترجمة الذي يعجز العقل عن إدراكه ، مثل أمنا السيدة العذراء التي كانت تحمل الرب يسوع في بطنها وظهر الحمل عليها بدون رجل ، ولم تخف من الرجم والموت
.. لأن لها سلام الله ، لذلك عندما ذهبت لأليصابات وقالت لها سلام .
. ابتهج الجنين في بطن أمه وأحس بالسلام ، لأنه خرج ممن تعيش السلام الحقيقي الذي يعجز العقل عن إدراكه ، أيضا مثل الفتية الثلاثة الذين ألقوا في آتون النار ، وهم يسيرون ببشاشة بسبب سلام الله معهم ، الذي عجز العقل عن إدراكه ولكن حفظهم هم في الله .


حاسـب نفسـك مع حلـول العـام الجـديـد
القمص/ مرقس عزيز خليل
نحن الآن في آخر العام، ونريد أن نبدأ عاماً جديداً، نريد أن نختم بها عامنا هذا، الذي إن لم نكن قد جعلنا سيرته صالحة، فعلي الأقل ليتنا ننتهي من هذا العام بنهاية صالحة، فكيف إذن ننهي عامنا هذا، ونبدأ آخر؟ ليتكم تجدون وقتاً أو ترتبون وقتاً، في خلوة وهدوء، تنفردون فيه بأنفسكم، تفتشون عن النفس، وتفحصونها، هي وظروفها كلها، تكون جلسة حساب وعتاب وعقاب..
وجلسة تخطيط للمستقبل، تفكير فيما يجب أن تكونوا عليه في العام المقبل، في جو من الصلاة، وعرض الأمر علي الله، لكي تأخذوا منه معونة وإرشاداً

جلسة يناقش فيها الإنسان كل علاقاته، سواء مع نفسه أو مع الآخرين أو مع الله، بكل صراحة ووضوح. ويحاول أن يخرج من كل هذه بخطة جديدة للعام الجديد، خطة عمل، أو خطة عملية، ومنهج حياة.. كما حدث للابن الضال: إذ جلس إلي نفسه، وفحص حالته، وخرج بقرار حاسم لما ينبغي عليه أن يعمله. أقول هذا، لأن كثيراً من الناس يعيشون في دوامة، لا يعرفون فيها كيف يسيرون أو إلي أين يسيرون، يسلمهم الأمس إلي اليوم، ويسلمهم اليوم إلي غد، وهم في متاهة الأمس واليوم والغد، لا يعرفون إجابة من يقول لهم: إلي أين؟ أناس يعيشون في غيبوبة عن روحياتهم وأبديتهم! خط سيرهم ليس واضحاً أمامهم
وربما يهتمون بتفاصيل كثيرة ودقيقة. ولكن الهدف تائه من أمامهم، والخيوط التي تشدهم إلي واقعهم هي خيوط قوية، كأنها سلاسل لا ينفكون منها، لذلك هم في حاجة إلي جلسة هادئة مع النفس، يفحصون فيها كل شيء، بكل تدقيق وبكل صراحة، ويصلون إلي حل..
إني أعجب من أشخاص يأخذون عطلات من أعمالهم لأسباب كثيرة، ربما لزيارة أو مقابلة أو لسفر أو رحلة، أو لمجرد الراحة أو الترفيه عن النفس.. بينما لم أسمع عن أحد أنه أخذ عطلة من عمله، لكي يجلس مع نفسه ويفحصها! ولكي يحاسبها علي عام طويل:
ماذا فعلت فيه مما يرضي الله، وماذا فعلت مما يغضبه؟ إن بداية عام هي مناسبة مهمة لمحاسبة النفس، كثيرون من الروحيين يحاسبون أنفسهم في مناسبات معينة أو في نهاية كل يوم، أو بعد عمل معين يحتاج إلي فحص من الضمير. أما جلسة الإنسان في نهاية العام، فهي حساب إجمالي أو حساب عام، يتناول فيه الحياة كلها.
ربما يفحص الخطايا المتكررة والمسيطرة في حياته. الخطايا التي تكاد تكون عنصراً ثابتاً في اعترافاته، ونقطة ضعف مستمرة في حياته. ويفحص ما هي أسبابها ودوافعها، وكيف يمكن أن يتخلص من هذه الأسباب، وكيف يحيا بلا عثرة. إن الله عليه العمل الأكبر في تلخيصه، ولكن لا شك أن هناك عملاً من جانبه كإنسان لابد أن يعمله، ليكون في شركة مع الله. وقد يفحص الإنسان صفاته الشخصية التي يتميز بها.
وماذا ينبغي أن يتغير من هذه الصفات أو يستبدل بغيره؟ وهل تحولت بعض الخطايا إلي عادات له، أو إلي طباع أو صفات ثابتة.. كإنسان مثلاً، أصبحت في صفاته حساسية زائدة نحو كرامته، فهو يغضب بسرعة ويثور بسرعة لأي سبب يحس أنه يمس هذه الكرامة..
وصار هذا طبعاً فيه أو صفة ثابتة وهو محتاج أن يغير هذا الطبع، ويتخلص من هذه الحساسية، ويصير واسع الصدر لطيفاً ومحتملاً.. هنا يفحص الصفة كلها، وليس مجرد حادثة عارضة من قصص غضبه.. ليت جلستك مع نفسك تكون مرآة روحية لك.. تعطيك صورة صادقة عن نفسك، صورة طبيعية تماماً بغير رتوش، بغير دفاع، بغير تبرير، بغير مجاملة للذات، بغير تدليل للذات. إنك قد تتأثر إذا كشفك إنسان وأظهر لك حقيقتك، التي قد تجرحك معرفة الناس لها. ولكن لا تكون في مثل هذا التأثر، إذ ما كشفت نفسك بنفسك، لكي تعرفها فتصلحها.
ولكي تكشف أمراضها فتعالجها. لذلك فلتكن جلستك مع نفسك، مثل أشعة تعطي صورة حقيقية للداخل، وتكشف ما يوجد فيه. لتكن جلستك مع نفسك، جلسة ضمير نزيه.. أو جلسة قاض عادل، يحكم بالحق، جلسة صريحة، حاسمة، وحازمة. وحاسب نفسك في صراحة، علي كل شىء: خطايا الفكر، خطايا القلب والرغبات والمشاعر، خطايا اللسان، خطايا الجسد، خطاياك من جهة نفسك ومن جهة الآخرين..
علاقتك مع الله، وتقصيراتك في الوسائط الروحية. الخطايا الخاصة بوجوب النمو: هل أنت تنمو روحياً أم حياتك واقفة؟ لا تترك شيئاً من حياتك دون أن تكشفه لتعرفه، فتتخذ موقفاً تجاهه.. اجلس إلي نفسك لتقيمها، وتعيد تشكيلها من جديد------------------------------------------------

No comments:

Post a Comment