Labels

Tuesday, June 1, 2010

ثقافة النهر وثقافة الرمل

ثقافة النهر وثقافة الرمل
بقلم د. وسيم السيسى ٢٨/ ١١/ ٢٠٠٩

http://www.almasry- alyoum.com/ article2. aspx?ArticleID= 234815&IssueID=1603

ثقافة النهر وثقافة الرمل بقلم د. وسيم السيسى ٢٨/ ١١/ ٢٠٠٩
إنه بحث علمى قمت به وإن كان على أساس دينى! إذا كان العرب المستعربة.. عرب الشمال.. هم أحفاد هاجر المصرية، وابنها إسماعيل الذى تزوج من بنات أخواله.. امرأة جرهمية مصرية.. فستكون مصر هى الجدة، والعرب هم الأحفاد، ولأن هذه الجدة العظيمة أعطت أحفادها الحضارة، والعلوم، بل والأخلاق، فيجب أن ينتسب الأحفاد للأجداد، لا الأجداد للأحفاد، أعنى أن نقول جمهورية الجزائر المصرية أو جمهورية اليمن المصرية أو المملكة السعودية المصرية، لا أن نقول جمهورية مصر العربية!
خصوصًا إذا كان بعض أحفادنا عرايا من الأخلاق والحضارة، يشترون السلاح الأبيض.. ويروعون الرجال والنساء والأطفال.
إنها الفروقات بين حضارة النهر وثقافة الرمل، إنه الفرق بين حضارة الوفرة والكرم، وثقافة الندرة والعدم، إنه الفرق بين رقة التعامل، ووحشية الاعتداء، إنه الفرق بين الحب والكراهية، الفرق بين فريق يشجعه الفنانون، وفريق يصاحبه المجرمون، إنه الفرق بين دولة تتصرف كدولة، ودولة تتصرف كعصابة، ترسل مجرميها فى طائرات عسكرية! والشىء المؤسف.. أنه ما من دولة عربية واحدة تدين هذه الأفعال الإجرامية!!
تحية إكبار وإجلال للكاتبة الموهوبة سحر الجعارة التى كتبت- فلتسقط العروبة- وتحية إجلال وإعزاز للكاتبة الفنانة التى تغلى عروقها بدماء فرعونية مصرية.. إسعاد يونس.. ومقالها الرائع- فضوها بقى- وتتساءل.. لماذا نتخلى عن هويتنا.. والكل يتمنى تاريخنا، وفرعونيتنا بكل ما فيها من عناد وشموخ.. ورقى.. وعلوم.. وحضارة؟!
هل تعلمين يا إسعاد أن حجة الإسلام حسين بهراز قال: إيران أمى، أما الديانة المحمدية فهى زوجتى، وقد أطلق هذه، ولكنى لا أستطيع أن أطلق تلك، هنا انتهى كلام حسين بهراز.
لقد قبلت إيران الإسلام، ورفضت العروبة.. اعتزازًا بقوميتها، فتمسكوا بلغتهم، وأساطيرهم، وأسماء آلهتهم، ويطلقون أسماء أكاسرتهم على أطفالهم وشوارعهم، وميادينهم.. فأصبحوا أقوى دولة.. ترهبها إسرائيل.. ويعمل لها العالمم كله ألف حساب!
أما نحن.. فنقول نحن عرب.. فيقولون.. أنتم مصريون، يشترون أراضينا.. ونحن لا نقدر على شراء متر واحد منهم، يدخلون عندنا من باب كبار الزوار، ونحن من باب الأجانب، لنا كفيل نعمل تحت عباءته.. وهم يعملون بحرية كاملة.. يجلدون أطباءنا، ويقتلون أبناءنا.. ونحن ندعو للتهدئة.. والأخت الكبيرة.. ما هذا الضعف والهوان الذى نحن فيه!
هل رأيتم شارعًا فى فرنسا باسم هتلر؟ ونحن.. شوارع وميادين.. مرة باسم قمبيز.. المحتل الفارسى، ومرة باسم صلاح الدين الذى قتل ١٦٥ ألفًا من المصريين، ومرة باسم المأمون الذى قتل من مصر آلافًا بالمئات، وأحرق قرى بالمئات، وكان ذلك فى ثورة البشموريين من الأقباط والمسلمين!
كيف تعيش مصر تحت الاحتلال الغربى حتى الآن؟ نحن مهزومون لأننا نسينا تاريخنا وقوميتنا.. وهويتنا! لقد قالها سيمونيدس اليونانى:
هزمناهم.. ليس حين غزوناهم.. بل حين أنسيناهم تاريخهم وحضارتهم.
نحن فقراء.. جهلة.. مهزومون.. بسبب المشروع الوهمى العروبى الناصرى.. ضاعت ثروتنا على العرب، وضاع مستقبلنا بسبب العرب، ضاع منا مائة ألف شهيد.. ومائة مليار جنيه فى حروب.. دفاعًا عن أناس لا يكنون لنا ذرة من الحب أو الاحترام، ويعايروننا بالعشوائيات وسكان القبور.. وكله بسببهم وسنينهم.
ثقافة الرمل قامت على الغزو.. والاعتداء.. والاغتصاب.. اغتصاب حقوق وأوطان الآخرين.. وثقافة النهر.. قامت على الحب والدفاع عن حقوق الآخرين!
لو أغلقنا على أنفسنا الباب كما فعلت الصين واتجهنا للإصلاح الداخلى ومحاربة الفساد من نهب وسرقة وغياب سيادة القانون.. لأصبحت مصر.. كما قال عنها نابليون بونابرت: قل لى من يحكم مصر أقل لك من يحكم العالم!
قال سيجموند فرويد فى كتابه موسى والتوحيد.. إن عقدة اليهود الأزلية.. هى الحضارة المصرية.. وأنا أقول إن عقدة العرب جميعًا.. هى الحضارة المصرية..! نحن معنا العلم والمعلومة.. وهم معهم المال والسلعة.. والسلعة لها عمر افتراضى.. أما المعلومة فهى دائمًا وأبدًا تزداد توهجًا.. بمرور الأيام.
waseem_elseesy@ hotmail.com
__._,_.___

No comments:

Post a Comment